الأحد، 8 يناير 2017

عشاق دمشق 3 - جكايا الشام - الليدي ايزابيل بورتون






قديمة قدم التاريخ منعشة كأنفاس الربيع , متفتحة كتفتخ البراعم يعبق أريجها كزهر البرتقال , انها دمشق لؤلؤة الشرق
ايامنا وليالينا في دمشق الشام تتراءى عندما نرتمي نياما تحت جنح الليالي
تتجدد البسمة... تتقاطر حبات الندى كحبات اللؤلؤ 


وبحرة الماء تغدو صفحة تكتب وتقرا العصافير فوقها




بهذ الوقت ستكتشفون حبي للحيوانات , وحالما رتبت منزلي في دمشق , كان اول ماعملته , ان امتع نفسي بهوايتي بجمع حديقة حيواناتي.




وبادئ ذي بدء اشتريتا بعض الاحصنة , ثلاثة ارباع اصيلة ونصف اصيلة من الخيول العربية , وخاصة الافراس
وهي مما يعزز استقرارنا , وتبعد عنا شبهة الرشوى لانه في الشرق وللموظفين الرسميين  ذوي الايادي غير النظيفة فالرشوى المفضلة عند العرب هي الخيل الاصيلة وقد تلقيت عروضا كثيرة خلال  اقامتي الطويلة بدمشق ولكنني رفضتها جميعها منحني ريتشارد وبشكل دائم مقومات الاستقرار والعزلة التي اريد , 



فاكتشفت كيف تكون  صحبة الخيل , لم نكن نتخاطب ولكنني كنت اعرف كلما تقوله وتفكر وتشعر به , وكانت تعي كلما اقوله لها ولم اقتصر في مشترياتي على الخيل فقد اشتريت جملا وحمارا اببض ثلجي ,والاخير هو ماعتمدته في زياراتي الكبيرة , كما اقنيت قطة فارسية رائعة التقطتها من السوق وكنت قد احضرت معي كلبا ( سان برنارد ) واشتريت اثنين بلون رمادي داكن من سلالة ياربروغ واضفت اليهم لاحقا جروا كرديا , كما اشتريت ثلاث عنزات حلابات لاجل المنزل ,وقد تلقيت نمرا ( ليوبارد ) كهدية والذى غدا معبود المنزل .وكان القن زاخرا من الطيور والدجاج والحبش  والاوز والبط , وعلى الشرفة في الحدقة الخلفية احتفظت بالحمام البلدي , تلك المجموعات كانت تبهجني ولم اكن لاقول انهم علئلة واحدة ولكن وبعد فترة طويلة من تدريبهم  استطعت ان اجعلهم يعيشون في تناغم ووئام .واضفت الى عائلتي بعض الكلاب الشاردة والتي التقطها من الشوارع او تعاني من سوء المعاملة واشتريتها من سيد قاس .وفي فترة زمنية اضحت تشكليلة رائعة بحق .

الحيوانات في الشرق غالبا لماحة اكثر من تلك التي في الوطن وقادرة ان تظهر ما تحب وما تكره بقوة , في البداية وعندما جئت الى دمشق كنت اجد ان اكثرها  خجلة مني , فهي لم تعتد رؤية امرأة انكليزية في الجوار , وعلى سبيل المثال خرجت مرة في نزهة التقيت بفتى صغيريقود حمارا محملا بكميات كبيرة من الفجل وكأنها شجرة صغيرة , وافترض انني غريبة المظهر على الحمار الذي اخذ يرفس بساقية فطارت حمولته مائة ياردة حوله , بكى الطفل الصغير حتى العواء وركضت لاساعده وكلما اقتربت كلما زاد هروب الحمار بعيدا , واخيرا ادركت انني مبعث قلق الحمار فرميت ببعض القطع النقدية للصبي وارسلت صبيا لمساعدته , دعونا رجلا عجوزا رث المظهر يركب حصانا وفي اللحظة التي رآني الحصان فيها تهيج واخذا يرفس بساقيه والقى براكبه بعيدا وانفجر الجميع عندنا بالضحك , من يتوهم ان الحيوانات تخاف من واحدة .

حالما استقريت في منزلي , غدا لزاما علي ان اتأقلم مع مركز الشرف الذي امثله وهو جزء من العمل كزوجة للقنصل البريطاني و  يختلف تماما في دمشق عما كان عنه في البرازيل , القنصل في الشرق والمرسل من دولة عظمى , له مركز رفيع كالاوزراء في اوربا, فبيت القنصل يعتبر من بيوت النبلاء في حين لا يسمح له في العديد من البلدان للذهاب إلى المحكمة. في الشرق، وفي الوقت الذي اكتب فيه الخدمة القنصلية مهننة رفيعة التكريم فمبعوثي القوى العظمى وخاصة الاتكليز والفرنسيين كان لهم العديد من الامناء والمترجمينويتميز الكترجمون في السفر ويحظون بما يحظى به الجواسيس في اوربا , ولدى القناصل عدد من القواسين الذين يبشبهون جنود سلاح المشاة . القنصلية في دمشق هادئة , والتعامل معي كان يشعرني بأني وجة وزيرولي وظيفة ديبلوماسية وعلى سبيل المثال , كان يرافقني اربعة من القواسين بأزيائهم المزركشة بالزخارف وسيوفهم , وكذلك ترجمان , ومهمة هؤلاء القواسون الموزعين خلفي وامامي لافساح الطريق , واوأكد المي يفوق سعادتي عندما ارى البغال والخيول والحمير والجمال , الاطفال والفقراء العجائز يدفعون عن الطريق وكم سيشتمونني وكأنني مقدسة وهم قذارهقلت للقواسين بأنني لااتمنى ان يبالغوا والا يقوموا بأكثر مما هو ضروري صونا لكرامة القنصلية البريطانية واحتراما لاعراف البلاد , علما بان مرافقتهم كانت ضرورية بكل تأكيد لان الناس العديين عندما يرون القواسين يعرفون ان شخصية هامة ويفسحون الطريق , بينما لاتستطيع امراة السير بمفردها دون ان تتعرض للتحرشحتى قطعان الكلاب الشاردة الجائعة تعرف الفرق ان يكون هناك قواسون او لا يكون
 فهي تجمع بعضها وتهرب نابحة , ولكن الوقوع بين هذه الكلاب نصف الجائعة المتوحشة وبدون حراسه ...