الخميس، 26 نوفمبر 2009

مجتمعات الدماشقة - القول الحق في بيروت ودمشق






اللهم هب ثواب المنفعة لروح ولدي المرحوم محمد شوقي سلامواجمعنا في مستقر رحمتك انك السميع المجيب يارب العالمين .



مجتمعات الدماشقة

للدماشقة، في أوقات فراغهم من أعمالهم، مجتمعات عمومية ومجتمعات خصوصية. فالمجتمعات العمومية غالبها مفوضة وأما المقاهي فأغلب من يجلس فيها المسلمون ومعظمها في أحيائهم (أما الحانات فقليلة جداً في دمشق بالنسبة لاتساع المدينة ولا يجتمع بها غير رعاع القوم وسفلتهم، والبيرات لا وجود لها أصلاً وما من امرأة على الإطلاق تخدم في محل عمومي).




وأما المجتمعات الخصوصية ففي البيوت وأكثرها في ليالي الشتاء الطويلة، فإنه لا يأتي الجزء الأخير من فصل الصيف إلا ويتألَّف الناس جماعات من كل طبقة ويسهرون بعضهم عند بعض بالمناوبة لنهاية الشتاء، وسهرتهم تبتدئ اعتيادياً من الساعة الواحدة إلى الساعة الرابعة أو الخامسة عربية، وتجاوز ذلك نادر، ويصرفونها إما بالحديث، وإما بالقراءة، وإما بلعب الورق (ولكن بدون مقامرة) وما هو من نحوه، وإما بألعاب لطيفة يشترك فيها الكل، وإما بالغناء وضرب الآلة. وقد تكون السهرة من هذه السهرات التي يسمونها أدواراً مؤلفة من 40 نفساً أو أكثر، وقد تكون من عشرة أشخاص فقط، ولاشك أن هذه السهرات تزيد بألفة القوم وودادهم.




أما النساء فيسهر بعضهنَّ عند بعض أيضاً، ولكن ليس كالرجال، فإن أشغالهنَّ لا تسمح لهنَّ بالتفرغ كالرجال. وقاعدتهم في سهراتهم التسوية وبذلك يكمل حظهم وغالباً يكون أعضاء الدور متساوين سناً وإن اختلفوا منزلة ويعامل بعضهم بعضاً باللطف والإيناس،




وإذا كان عند أحدهم غريب صحبه معه إلى السهرة وعرفه بأصحابه فكان موضوع احتفائهم والتفاتهم، وكل يبذل جهده في سبيل انشراحه ومسرته، ومن ثم يصير ذلك الغريب صديقاً للكل.








وقد يتفق أن يكون بعض الغرباء من آل الفتن والمشاكل ومع ذلك يحتفون به ويكرمونه إلاّ أنهم يصيرون على حذر ويقظة منه، وغالباً تختم سهرات المسلمين بمائدة حلواء.


مقاهي دمشقفي دمشق ما ينيف على مئة وعشرين مقهى بين كبير وصغير. وهي منتشرة بأنحاء المدينة، وما كان على الطرز القديم منها فكثير، وثمن فنجان القهوة خمس بارات. وأما في الحديثة أو المنظمة تنظيماً جديداً فثمن الفنجان من عشر بارات إلى العشرين. وأكثر المقاهي الحديثة أنشئت في المرجة فيجتمع فيها الناس ليلاً ونهاراً في فصول السنة الثلاثة وهي الربيع والصيف والخريف.











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق