الى روح المرحوم ولدي محمد شوقي سائلا المولى جل وعلا ان يجمعنا في مستقر رحمته انه السميع المجيب محمد بسام سلام
حُجَر بيوت الدماشقة وفرشها
حجرُ الدماشقة كبيرة واسعة مرتفعة السقوف وهي مربعة أو مستطيلة وتقسم إلى قسمين علويّة وسفليّة. فالعلوية ما كان منها قديم البناء موشحاً بالأدهنة والنقوش يسمونه قصراً، وما كان حديثاً بسيطاً يسمونه افرنكة. وغالباً يستعملون هذا القسم العلوي للمنام صيفاً، وله وللجلوس شتاء. والسفلية وإن كانت مستطيلة أو مستطيلة وفي وسطها بركة ماء يسمونها قاعة، وإن كانت مربعة أو مستطيلة قليلاً يسمونها مربعاً، ويستعملون هذه الحجر للاستقبال والجلوس وبعضها للمنام.وترتيب فرش حجر الدماشقة شرقي فإنهم يبسطون في وسط الحجرة السجاجيد أو البسط العجمية أو الحصر، ويضعون حولها مما يلي الجدران مقاعد ملاصق بعضها لبعض حشوها في الغالب صوف أو ما يقوم مقامه، وعرض هذه المقاعد ذراع شامية ونيف، وارتفاعها اعتيادياً ربع ذراع، ويغشونها بالأغشية الحريرية والصوفية والقطنية (وأكثر هذه الأغشية من عمل المدينة) ويضعون على المقاعد حول الغرفة مساند ووجوهها من أوجه المقاعد، اعلم أن هذه المقاعد يضعونها حول ثلاثة أضلاع الغرفة فقط حيث أن الضلع الرابع أوطأ من القسم المفروش بنحو نصف ذراع اعتيادياً، ويخلعون به أحذيتهم وإن كان عريضاً يضعون به كرسياً أيضاً، وفي صدر هذا الضلع أمام باب الحجرة فراغ يبلغ ارتفاعه ما نيف على ثلاث أذرع وعرضه متراً وعمقه ثلث ذراع، وفي نحو ثلثه الأسفل مقطوع برخامة أو حجر ويسمونه مصباً يضعون في صدره مرآة ويعرضون به بعض الأواني الثمينة، وهو غالباً مزين بالنقوش الجميلة،
وكانوا فيما سبق يغشونه بقيشاني جميل مكتوب عليه اسم الجلالة أو النبي (صلعم) أو بعض الصحابة، رضي الله عنهم، إذا كانت أصحابه مسلمين. وإن كانوا نصارى فبعض آيات من كتبهم، وكل ذلك بخط جميل بنفس القيشاني. ويعلقون على الجران المرايا أو القطع الجميلة الخط أو الصور إن كانوا غير مسلمين، وفي جدران حجرهم كتب كبيرة (الكتبية عبارة عن خزانة في الجدار ارتفاعها نحو ذراعين وعرضها ذراع وعمقها الثلث أو النصف من الذراع، ويقسمونها إلى ثلاثة طوابق ويبدأون بها على نحو ذراع من سطح الحجرة) يعرضون فيها الأواني الثمينة من صينية وفضية وبلورية وما أشبه ذلك، وأصل وضعها،
كما يستدل من اسمها، كان لأجل الكتب وذلك في أيام دول العلم في الشرق. ويغشون شبابيك الحجر ببرادٍ جميلة بين ثمينة بحسب اقتدار أصحاب المحل المالي فتعطي الحجرة جمالاً ورونقاً وتدفع البرد في الشتاء، والأغنياء يزينون حجرهم أيضاً بالتحف وما أشبه، وقد يبلغ فرش الحجرة الواحدة المبالغ الطائلة.
أما السرر فقليلة جدّاً في دمشق واصطلاحهم أن يفرشوا فُرش نومهم على أرض الحجرة المعدة لنومهم وفي الصباح يطوونها ويرصفونها في خزانة بجدار الغرفة مصنوعة لهذا الغاية يسمونها يوكاً. وكل فرش نومهم حشوها الصوف. ولابد لكل صاحب بيت ولو كان فقيراً من حجرة مفروشة في بيته لأجل استقبال الضيوف،
وبعضهم جمعوا في نظام حجرهم مابين الطرازين الشرقي والغربي وهم جماعة من المستخدمين وبعض ذوي اليسار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق