السبت، 9 يونيو 2012

حكايا اهل الشام / عدنان حسني تللو


رحم الله حسني تللو ظريف الشام ورفيق فخري الباروي في جلسات السمر الدمشقية التي امتعنا فخري بك بسرد نوادرها نثرا وشعرا .
عدنان تللو الرحالة الدمشقي الشهير يروي الحكاية :

عدنان حسني تللو

وقد تذكرت هذه الحادثة التي جرت في عهد الانتداب الفرنسي وملخصها أن ضابطاً رفيع المستوى، كان مخموراً إلى حدٍّ بعيد.. وفي أثناء عودته إلى داره.. كاد الصبح أن ينبلج والمؤذن بدأ يتلو بعض الأدعية استعداداً للأذان.‏

وعلى ما يبدو أن الضابط الفرنسي لم ترق له هذه التلاوة.. وقد أفسدت عليه نشوته!! ولهذا أخذ يشتم ويتوعد المؤذن الذي نزل من المئذنة وأسلم ساقيه للريح خوفاً ورهبة من اعتداء هذا الضابط المخمور..‏

وفي اليوم الثاني تناقل الناس هذه الواقعة.. حتى الصحافة تصدت لهذا الخبر المزعج.. فكتب نجيب الريس رحمه الله في جريدته القبس وهاجم السلطة والضابط لعدم احترامهم القوانين الدولية.. وإرادة الشعوب في ممارسة شعائرها الدينية..‏

وكانت تلك الكتابة سبباً في تحريض الجماهير وقيامهم بالمظاهرات.. وافتعال الحوادث.. مما دعا السلطات المحتلّة أن تقيم الدعوى على صاحب القبس تتهمه فيها بالدس والافتراء، وأن القصة التي أثارت الفتنة.. بين أفراد الشعب السوري هي من نسيج خيال نجيب الريس، والمشكلة في هذه الدعوى أنه لا يوجد شاهد واحد يؤيد ما كتبه ذلك الصحفي الوطني الجريء ولهذا بات الناس في خوف على رموز الوطن ورجاله الشرفاء.‏

المفاجأة المذهلة‏

وقبل موعد المحاكمة التقى السيد شفيق سليمان ومحمود البيروتي وحسني تللو رحمهم الله جميعاً.. بعد أن نسجوا فكرة.. وحبكوا قصة؟ ثم توجهوا نحو المكان الذي تقيم فيه (بنات الهوى) واستطاعوا أن يجدوا الإنسانة الذكية الماهرة اللماحة.. التي تتفق معهم على الشهادة.. بأنها كانت مرافقة لهذا الضابط الذي شتم المؤذن وتوعده بالويل والثبور.‏

لأنه تعذر عليهم الوصول إلى إنسانة من عامة الناس لها من الخبرة والمهارة في الحديث والحركة ما لهؤلاء النسوة من بنات الهوى.‏

وعند موعد المحاكمة.. كان أعضاؤها من الفرنسيين وقد حضر الضابط أيضاً ببزته العسكرية.. وبعد لحظات تبعته تلك الغانية!! وهي في أبهى حلتها وزينتها لتدلي بشهادتها.‏

وأمام الجميع اقتربت منه وسلمت عليه بدلال وكأنها تعرفه حق المعرفة.. حتى إنها خاطبته باسمه وبكلمات الغزل.. مما يدل على أنها مرتبطة بصداقة متينة مع هذا الضابط... وأنها بالفعل كانت ترافقه حينما بدأ يشتم المؤذن.. كل ذلك أمام

أعضاء المحكمة من القضاة الذين دهشوا لما حصل!! فحكموا ببراءة صاحب القبس المرحوم نجيب الريس.‏

إلى هنا والقصة لم تنته بعد.. لأن الرجال الثلاثة الذين غيبهم الرحمن قصدوا منزل هذه المومس وشكروها على شجاعتها وما فعلت وقدمت.. ثم وضعوا على طاولتها بعض الليرات الذهبية تبرع بها المواطن المرحوم شكري القوتلي.. عرفاناً بجميل هذه الإنسانة..‏

وكانت المفاجأة المذهلة للجميع أن تلك السيدة أعادت تلك القطع الذهبية.. بإباء وترفع قائلة لهم.. هل أنتم وحدكم الذين شغفتم بحب هذا الوطن صحيح أنني من الغانيات وبنات الهوى وقد أراد الله لي ذلك المصير!! ولكن ليس معناه أنني لا أعرف معنى الوطن والوطنية..‏

هذا بلدي فيه ولدت وعشت.. وأنا أفديه بكل غال وثمين.. ردوا هذا المال لأصحابه.. ودعونا نفاخر جميعاً بما فعلنا من أجل هذا الوطن الحبيب...‏

وقد تذكرت هذه الحادثة التي جرت في عهد الانتداب الفرنسي وملخصها أن ضابطاً رفيع المستوى، كان مخموراً إلى حدٍّ بعيد.. وفي أثناء عودته إلى داره.. كاد الصبح أن ينبلج والمؤذن بدأ يتلو بعض الأدعية استعداداً للأذان.‏

وعلى ما يبدو أن الضابط الفرنسي لم ترق له هذه التلاوة.. وقد أفسدت عليه نشوته!! ولهذا أخذ يشتم ويتوعد المؤذن الذي نزل من المئذنة وأسلم ساقيه للريح خوفاً ورهبة من اعتداء هذا الضابط المخمور..‏

وفي اليوم الثاني تناقل الناس هذه الواقعة.. حتى الصحافة تصدت لهذا الخبر المزعج.. فكتب نجيب الريس رحمه الله في جريدته القبس وهاجم السلطة والضابط لعدم احترامهم القوانين الدولية.. وإرادة الشعوب في ممارسة شعائرها الدينية..‏

وكانت تلك الكتابة سبباً في تحريض الجماهير وقيامهم بالمظاهرات.. وافتعال الحوادث.. مما دعا السلطات المحتلّة أن تقيم الدعوى على صاحب القبس تتهمه فيها بالدس والافتراء، وأن القصة التي أثارت الفتنة.. بين أفراد الشعب السوري هي من نسيج خيال نجيب الريس، والمشكلة في هذه الدعوى أنه لا يوجد شاهد واحد يؤيد ما كتبه ذلك الصحفي الوطني الجريء ولهذا بات الناس في خوف على رموز الوطن ورجاله الشرفاء.‏

المفاجأة المذهلة‏

وقبل موعد المحاكمة التقى السيد شفيق سليمان ومحمود البيروتي وحسني تللو رحمهم الله جميعاً.. بعد أن نسجوا فكرة.. وحبكوا قصة؟ ثم توجهوا نحو المكان الذي تقيم فيه (بنات الهوى) واستطاعوا أن يجدوا الإنسانة الذكية الماهرة اللماحة.. التي تتفق معهم على الشهادة.. بأنها كانت مرافقة لهذا الضابط الذي شتم المؤذن وتوعده بالويل والثبور.‏

لأنه تعذر عليهم الوصول إلى إنسانة من عامة الناس لها من الخبرة والمهارة في الحديث والحركة ما لهؤلاء النسوة من بنات الهوى.‏

وعند موعد المحاكمة.. كان أعضاؤها من الفرنسيين وقد حضر الضابط أيضاً ببزته العسكرية.. وبعد لحظات تبعته تلك الغانية!! وهي في أبهى حلتها وزينتها لتدلي بشهادتها.‏

وأمام الجميع اقتربت منه وسلمت عليه بدلال وكأنها تعرفه حق المعرفة.. حتى إنها خاطبته باسمه وبكلمات الغزل.. مما يدل على أنها مرتبطة بصداقة متينة مع هذا الضابط... وأنها بالفعل كانت ترافقه حينما بدأ يشتم المؤذن.. كل ذلك أمام أعضاء المحكمة من القضاة الذين دهشوا لما حصل!! فحكموا ببراءة صاحب القبس المرحوم نجيب الريس.‏

إلى هنا والقصة لم تنته بعد.. لأن الرجال الثلاثة الذين غيبهم الرحمن قصدوا منزل هذه المومس وشكروها على شجاعتها وما فعلت وقدمت.. ثم وضعوا على طاولتها بعض الليرات الذهبية تبرع بها المواطن المرحوم شكري القوتلي.. عرفاناً بجميل هذه الإنسانة..‏

وكانت المفاجأة المذهلة للجميع أن تلك السيدة أعادت تلك القطع الذهبية.. بإباء وترفع قائلة لهم.. هل أنتم وحدكم الذين شغفتم بحب هذا الوطن صحيح أنني من الغانيات وبنات الهوى وقد أراد الله لي ذلك المصير!! ولكن ليس معناه أنني لا أعرف معنى الوطن والوطنية..‏

هذا بلدي فيه ولدت وعشت.. وأنا أفديه بكل غال وثمين.. ردوا هذا المال لأصحابه.. ودعونا نفاخر جميعاً بما فعلنا من أجل هذا الوطن الحبيب...‏

عدنان حسني تللو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق