الفة عمر باشا الادلبي ونفحات شامية
اللهم تقبلها في جناتك واحشرها مع الانبياء والشهداء والصديقين
الفة الادلبي ( نفحات شامية )
واهل الشام متواضعون
بطبعهم , لايشمخ كبيرهم على صغيرهم ,
ولايأنف غنيهم من فقيرهم 0
كان ثري الحارة يفتح مضافته
كل مساء –كانت تسمى البراني في البيت الشامي القديم – فيؤمها رجال الحارة ,
فقراؤهم الى جانب اغنيائهم , يتسامرون ويتداولون بشؤون حارتهم,يحلون مشكلاتهم قبل
ان تصل الى الحكومة ,فربما دفعوا دية قتيل ,
وساعدوا المنكوب وو وجهزوا الميت الفقير , وكان قبضايات الحارة يعتبرون انفسهم
مسؤولين عن امن الحاره , وآداب ابنائها وبناتها فيما يختص بالعرض والشرف ,
فاذا وقع في حارتهم مايشين اعتبروه تحديا
لهم 0
وكانوا حريصين في امور زواجهم
ان يتزوج كل واحد منهم من طبفته , لاعتقدهم أن هذا اقرب الى التفاهم بين الزوجين ,
وكثيرا ما كان معلموا الحرف يصاهرون صناعهم كي يحصروا الصنعة في الاسرة 0 يقول المثل : " يللي متلنا تعو لعنا
"
كان جدي تاجرا مرموقا , رزق
تسع بنات , وستة صبيان 0
زوج بناته الثمانية وبقيت
الصغرى , وكما في الحكايات كانت اجملهن واذكاهن حتى اصبح لها صيت في المدينة0 وذات
يوم جاء مفتي دمشق السيد "محمود الحمزاوي "يزور جدي 0
وكان المفتي ذا شأن كبير في
دمشق , يحترمه اهلها ويبجلونه كثيرا لعلمه وفضله , فاستقبله جدي بحفاوة كبيرة ,
وبعدد قليل خرج من لدنه مضطربا مرتبكا وقال لجدني :
أية مصيبة حلت بنا 000
قالت : كفانا الله الشر ماذا
حدث ؟
قال جاء الممفتي يخطب نظيره
لابنه 0
قالت : واية مصيبة في ذلك ؟
قال : الاتعلمين أنني لا أحب
ان اصاهر الا من كان شرواي من التجار , او اقل مني شأنا ؟ فمن اين طلع لنا
المفتي الآن ؟ ارأيت : انه لم يؤسل النساء أولا للخطبه كما هي العادة , بل جاء بنفسه
كي لايدع لنا اي مجال للرفض , فلم يسعني الا ان اوافق على طلبه 0 نادي مقصوفة
العمر هذه , وخذي رأيها فقد ابى أن نقرأ الفاتحة قبل اخذ موافقتها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق