الجمعة، 15 يونيو 2012

الفة عمر باشا الادلبي ( نفحات شامية )

الفة عمر باشا الادلبي ونفحات شامية 

اللهم تقبلها في جناتك واحشرها مع الانبياء والشهداء والصديقين 


الفة الادلبي ( نفحات شامية )

واهل الشام متواضعون بطبعهم  , لايشمخ كبيرهم على صغيرهم , ولايأنف غنيهم من فقيرهم 0
كان ثري الحارة يفتح مضافته كل مساء –كانت تسمى البراني في البيت الشامي القديم – فيؤمها رجال الحارة , فقراؤهم الى جانب اغنيائهم , يتسامرون ويتداولون بشؤون حارتهم,يحلون مشكلاتهم قبل ان تصل الى الحكومة ,فربما دفعوا دية قتيل ,  وساعدوا المنكوب وو وجهزوا الميت الفقير , وكان قبضايات الحارة يعتبرون انفسهم مسؤولين عن امن الحاره , وآداب ابنائها وبناتها فيما يختص بالعرض والشرف , فاذا  وقع في حارتهم مايشين اعتبروه تحديا لهم 0
وكانوا حريصين في امور زواجهم ان يتزوج كل واحد منهم من طبفته , لاعتقدهم أن هذا اقرب الى التفاهم بين الزوجين , وكثيرا ما كان معلموا الحرف يصاهرون صناعهم كي يحصروا الصنعة في الاسرة 0   يقول المثل : " يللي متلنا تعو لعنا "
كان جدي تاجرا مرموقا , رزق تسع بنات , وستة صبيان 0
زوج بناته الثمانية وبقيت الصغرى , وكما في الحكايات كانت اجملهن واذكاهن حتى اصبح لها صيت في المدينة0 وذات يوم جاء مفتي دمشق السيد "محمود الحمزاوي "يزور جدي 0


وكان المفتي ذا شأن كبير في دمشق , يحترمه اهلها ويبجلونه كثيرا لعلمه وفضله , فاستقبله جدي بحفاوة كبيرة , وبعدد قليل خرج من لدنه مضطربا مرتبكا وقال لجدني :
 أية مصيبة حلت بنا 000
قالت : كفانا الله الشر ماذا حدث ؟
قال جاء الممفتي يخطب نظيره لابنه 0
قالت : واية مصيبة في ذلك ؟
قال : الاتعلمين أنني لا أحب ان اصاهر الا من كان شرواي من التجار , او اقل مني شأنا ؟ فمن اين طلع لنا المفتي  الآن ؟ ارأيت : انه لم يؤسل  النساء أولا للخطبه كما هي العادة , بل جاء بنفسه كي لايدع لنا اي مجال للرفض , فلم يسعني الا ان اوافق على طلبه 0 نادي مقصوفة العمر هذه , وخذي رأيها فقد ابى أن نقرأ الفاتحة قبل اخذ موافقتها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق